القائمة الرئيسية

الصفحات

خطاب عيد العرش 2025: رؤية ملكية تعزز المستقبل والتنمية

أهم محاور خطاب العرش للعاهل المغربي

خطاب عيد العرش 2025: رؤية ملكية تعزز المستقبل والتنمية
خطاب العرش 2025

في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش لسنة 2025، وجّه الملك محمد السادس رسائل واضحة تعكس رؤيته لمغرب أكثر توازناً وإنصافاً، وقد تميز الخطاب بالتركيز على التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مع التأكيد على ضرورة تحقيق العدالة المجالية وتحسين ظروف العيش لجميع المواطنين، كما سلط الضوء على أهمية وحدة الأمة في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.

جاء الخطاب هذه السنة محملاً بتوجيهات دقيقة تهم قضايا جوهرية كالماء، التنمية الترابية، والإصلاح السياسي، ولم يخلُ من نَفَسٍ دبلوماسي يدعو إلى الانفتاح والحوار، خاصة مع الجارة الجزائر، وبين الطموح والواقعية، حيث رسم العاهل المغربي معالم مرحلة جديدة نحو مغرب حديث وشامل.

نموذج تنموي جديد في خطاب عيد العرش 2025: رؤية اقتصادية طموحة

يرنو خطاب عيد العرش 2025 إلى إرساء نموذج تنموي متجدد ومتكامل، يسعى إلى تجاوز النمو الكمي نحو تنمية فعالة تُحسّن مستوى معيشة المواطنين، فقد دعا الملك إلى توحيد الرؤية الاقتصادية عبر تسريع إرساء البنية التحتية الأساسية، لا سيما شبكة الطرق والمشاريع الكبرى مثل تقاطع الشمال مع الجنوب وربط طنجة بأكادير عبر طرق سريعة متطورة.

كما أشار إلى ضرورة دعم السياق التنافسي الوطني عبر الاهتمام بالقطاعات الصناعية الحديثة والسياحة، وكذلك قيادة الاستثمار في المناطق الفقيرة لدعم التماسك المجالي.

أكد الملك أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي ما لم يرافقه تقدم اجتماعي يتوزع بالتساوي على كافة جهات المملكة، و أكد أن الفقر متعدد الأبعاد انخفض من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024، لكن بعض المناطق وبالأخص القرى و البوادي، لا تزال تعاني من هشاشة بسبب قلة الخدمات الأساسية والبنيات التحتية، كما وجه الملك تعليماته السامية بوضع برامج جديدة للتحول نحو تنمية إقليمية مندمجة تقوم على تشغيل محلي، خدمات اجتماعية، وإدارة مستدامة للموارد المائية، وذلك في إطار الجهوية المتقدمة.

الصناعات المغربية في خطاب العاهل المغربي: تقدم في صناعة السيارات والطاقة النظيفة

يركّز خطاب عيد العرش 2025 على تطور الصناعات الاستراتيجية مثل قطاعَي السيارات والطيران والطاقة المتجددة ضمن دعائم الاقتصاد الوطني المتنوّع والمنافس عالميًا، وقد أشاد الملك بما حققته البلاد من نجاحات صناعية جعلت الصادرات الصناعية تتجاوز ما تفوق الضعف منذ سنة 2014، مما يعكس تحوّلاً صناعيًا ملموسًا وصعود المغرب كمركز صناعي رئيسي على المستوى الدولي .

وأشار إلى أن قطاع الطاقة الشمسية والريحية أصبح ركيزة لتعزيز السيادة الطاقية والقدرة الإنتاجية المحلية، ضمن مشاريع ضخمة مثل محطة نور ورزازات المالية والطاقة النظيفة، و تندرج ضمن سياسة وطنية طموحة تهدف إلى الاستقلال الطاقي وتقليل الانبعاثات الكربونية.

إن الصناعات الجديدة لم تقتصر على الإنتاج بل شملت أيضًا إحداث المناطق الصناعية المتخصصة والتشغيل المرتبط بها في الجهة، إضافة إلى الشراكات المتقدمة مع شركات كبرى عالمية، حيث وُضعت المنطقة الصناعية بالداخلة، ومعها جهات أخرى، في قلب الرؤية التنموية التي تهدف إلى ترسيخ مقومات جاذبية الاستثمار وخلق فرص العمل محليًا.

كما دعا الملك إلى دعم الاستثمارات والمسارات اللوجستية المرتبطة بهذه القطاعات، عبر شبكة طرق وموانئ وبنية تحتية متطورة، لضمان ربط المشاريع الصناعية بالمراكز الاستهلاكية والأسواق التصديرية بكفاءة عالية

العدالة المجالية والتنمية البشرية في خطاب عيد العرش 2025

يشدد خطاب عيد العرش 2025 على أن التنمية الاقتصادية يجب أن تشمل الجميع، دون تهميش و لا سيما القرى التي ما تزال تعاني من ضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية، كما أكد جلالة الملك أن الفقر متعدد الأبعاد تراجع من 11.9٪ سنة 2014 إلى 6.8٪ سنة 2024، و هو ما يعكس تقدماً ملموساً، رغم استمرار التباينات المجالية.

و دعا العاهل المغربي إلى إطلاق مقاربة جديدة ترتكز على العدالة المجالية من خلال تنفيذ مشاريع تنموية متكاملة تشمل التعليم والرعاية الصحية وإدارة الموارد المائية وخلق فرص الشغل محلياً، بما يضمن انتقال المملكة نحو مغرب لا يعرف "سرعتين" في تطوره و تنميته.

كما وجه الملك الحكومة إلى وضع جيل جديد من الإصلاحات المجالية ضمن إطار الجهوية المتقدمة، لضمان توزيع عادل للمشاريع العمومية والموارد عبر جميع الجهات، وشدد على أن اقتصاداً نشطاً وبنية تحتية قوية لا تكفي ما لم تترجم إلى تحسين ملموس في ظروف عيش المواطنين عبر كل التراب الوطني.

كما ابرز الملك الحاجة العاجلة لتعزيز الخدمات الاجتماعية في المناطق المهمشة، لا سيما التعليم والصحة، مع التوجه نحو تنمية محلية تعتمد على الإدارة المستدامة للماء والفرص الاقتصادية المحلية، سعياً لإنصاف التنمية وتماسك المجتمع.

إدارة الموارد المائية ومواجهة الجفاف في خطاب عيد العرش 2025

يرى الملك في خطاب عيد العرش 2025 أن الماء قضية وطنية استراتيجية، مؤكداً على ضرورة تجنب "الاستغلال العشوائي" والحد من "سوء الحكم" في التحكم في هذه الموارد الحيوية، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والري (2020‑2027) والذي أطلقه الملك بنفسه بكل شفافية، وشدد على أن المغرب يواجه أشد موجة جفاف خلال ثلاثة عقود، مما يستوجب تنفيذ مشاريع كبرى مثل بناء سدود جديدة، ربط سدود بالممرات المائية وتحلية مياه البحر، لضمان الأمن المائي ومواجهة تغير المناخ.

كما أكد المغرب التزامه ببرنامج طموح لتحلية المياه، حيث يشرف على تشغيل 17 محطة تحلية حالياً، إضافة إلى أربعة قيد التنفيذ وتسعة مشاريع أخرى مخطط لها قبل 2030، بهدف ضخ مليار ونصف مليار متر مكعّب سنويًّا من المياه النظيفة، وزيادة طاقة تخزين السدود إلى 39% في منتصف عام 2025.

ودعا الملك كذلك إلى ثقافة وطنية لترشيد استهلاك المياه، تشمل كل المواطنين والإدارات، لضبط استغلال المياه الجوفية والمساهمة الجماعية في الحفاظ على هذه الثروة الحيوية.

الاستحقاقات الانتخابية القادمة: الملك يحث على الاستعداد الجيد لضمان الديمقراطية

يرى العاهل المغربي في خطابه أن الاستحقاقات التشريعية المقبلة لعام 2026 يجب أن تُجهز في سياق دستوري وقانوني واضح، داعيًا إلى اعتماد قانون انتخابي شامل قبل نهاية سنة 2025، بغية ضمان شفافية ووضوح آليات الاقتراع والتنافس السياسي.

وقد أُعطيت تعليمات رفيعة المستوى لوزير الداخلية ببدء مشاورات سياسية مع جميع الفرقاء، والتركيز على قضايا محورية مثل إعادة ترسيم الدوائر، وتحديد العتبة الانتخابية، وحق الاقتراع للمغاربة المقيمين بالخارج، بهدف بلورة صيغة انتخابية توافقية عادلة.

خطاب الملك محمد السادس حول علاقات المغرب والجزائر: دعوة متجددة للحوار

في خطاب عيد العرش 2025، جدد جلالة الملك محمد السادس دعوته إلى الحوار الصريح والمسؤول مع الجزائر، مؤكدًا أن المغرب يظل منفتحًا على علاقات أخوية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد أشار جلالته إلى أن "الوضع الحالي بين البلدين لا يعكس الإرادة الشعبية للشعبين الشقيقين"، داعيًا إلى تجاوز الخلافات والعمل على بناء شراكة استراتيجية تعود بالنفع على المنطقة المغاربية بأسرها.

كما شدد الملك على أن الوحدة المغاربية تشكل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، وأن التعاون بين المغرب والجزائر يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في حل النزاعات عبر الحوار البناء، وأكد جلالته أن المغرب يولي أهمية كبيرة لتطوير علاقات المغرب مع الجزائر، ويأمل في أن تسهم هذه الدعوة في فتح صفحة جديدة من التعاون والتفاهم بين البلدين، و أن بناء اتحاد المغرب العربي لا يمكن أن يكون سوى بحضور البلدين معا الى جانب ليبيا و تونس و موريتانيا.

قضية الصحراء المغربية في خطاب عيد العرش: تأكيد على الحكم الذاتي والدعم الدولي

في خطاب عيد العرش 2025، جدد جلالة الملك محمد السادس التأكيد على أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد والواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية، مشددًا على أن هذا المخطط يضمن الاستقرار والتنمية في الأقاليم الجنوبية.

أعرب أيضا جلالته عن اعتزازه بالدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء، مثمنًا مواقف عدة دول، من بينها الشقيقة تأييد المملكة المتحدة للحكم الذاتي في الصحراء المغربية كما هو الشأن بالنسبة لجمهورية البرتغال، اللتان عبرتا عن تأييدهما مؤخرا لمبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب على صحرائه في استمرار تسلسل توالي اعترافات الدول.

كما أكد الملك على حرص المملكة على إيجاد حل توافقي يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، وأشار إلى أن المغرب يظل منفتحًا على الحوار البناء مع جميع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن الوحدة الترابية للمملكة غير قابلة للتفاوض، وأن أي حل يجب أن يكون في إطار السيادة الوطنية .

مغزى خطاب العرش في تعزيز الهوية الدينية والثقافية للمملكة

في خطاب عيد العرش 2025، أكد جلالة الملك محمد السادس على أن الاحتفاء بالعرش يجسد تلاحم مقدسات المغرب التي تعتبر شعار المملكة و هي الله – الوطن – الملك، و قد أشار صاحب الجلالة إلى أن هذا التلاحم شكل حصنًا قويًا للمملكة، مكسبًا إياها قوة ومناعة تمكنها من الصمود أمام التحديات والأزمات، مما يعكس التزام المغرب العميق بهويته الدينية والثقافية المتجذرة عبر التاريخ.

كما شدد جلالته على أن العرش، بفضل الإسلام والملكية، أرسى مكونات الوطن التعددية الحضارية والثقافية والجغرافية، وجعلها مصدرًا مستمرًا لوحدته، وأكد أن هذا الالتحام بين العرش والشعب هو الذي أكسب المغرب قوته ومناعته، وجعل منه نموذجًا في الحفاظ على الهوية الوطنية والتماسك الاجتماعي.

قوات الجيش و الأمن والتنمية الاجتماعية: إشادة ملكية بدور المؤسسات الوطنية

في خطاب عيد العرش 2025، أشاد جلالة الملك محمد السادس بالدور الحيوي الذي تضطلع به القوات المسلحة الملكية و باقي قوات الأمن المغربية في الدفاع عن حوزة الوطن و الحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسات تعمل بتفانٍ لضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وأكد جلالته أن هذه الجهود تسهم في تعزيز الثقة العامة في مؤسسات الدولة، مما يخلق بيئة مواتية للتنمية الشاملة والمستدامة.

كما نوه الملك بالدور الفعال لـ المؤسسات الوطنية في مجال التنمية الاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسات تعمل على تنفيذ برامج ومشاريع تهدف إلى تحسين ظروف عيش المواطنين، خاصة في المناطق النائية والمحرومة، وأكد جلالته أن هذه الجهود تعكس التزام الدولة بتعزيز العدالة الاجتماعية والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية.

خلاصة

في خطاب عيد العرش لعام 2025، أكد جلالة الملك محمد السادس على أهمية تعزيز العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية كأولوية وطنية، كما أشار إلى ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تستفيد منها جميع فئات المجتمع، كما شدد على أهمية الاستثمار في الشباب وتوفير فرص العمل والتعليم والتكوين المهني لهم، باعتبارهم ركيزة أساسية لمستقبل المملكة.

من جهة أخرى، أكد الملك على ضرورة تعزيز الحكامة الجيدة وتطوير المؤسسات الوطنية لضمان فعالية السياسات العمومية، و أشار إلى أهمية تعزيز الشفافية والمحاسبة في تدبير الشأن العام، وتفعيل الجهوية المتقدمة كآلية لتحقيق تنمية مندمجة ومتوازنة بين مختلف الجهات، كما دعا إلى تعزيز الانفتاح على الخارج وتوسيع دائرة التعاون الدولي، خاصة مع الدول الإفريقية والعربية، بما يخدم مصالح المملكة ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية.

يعكس خطاب العرش لسنة 2025 رؤية شاملة لمغرب حديث، يوازن بين التنمية الداخلية وتعزيز مكانته الدولية، ويظل التركيز على الشباب، والماء، والوحدة الترابية، دليلاً على استمرارية التوجهات الاستراتيجية للمملكة.

ولمزيد من المعلومات الرسمية حول المبادرات والسياسات الحكومية، يمكنكم زيارة البوابة الرسمية للمملكة المغربية.

شاركنا رأيك حول مستقبل المغرب وتطلعاته في ظل رؤية جلالة الملك، وساهم في بناء حوار وطني إيجابي يدعم التقدم والتنمية!

تعليقات