القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة ترامب الى العاهل المغربي 2025: تأكيد للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء موقف تابت

رسالة ترامب الى العاهل المغربي 2025: تأكيد للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
تجديد التأكيد على مغربية الصحراء في رسالة وجهها الرئيس ترامب الى العاهل المغربي

في خضم الأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة، بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة رسمية إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش لسنة 2025، جدد فيها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، وقد أعادت هذه الرسالة السياسية التأكيد على الموقف الأمريكي التاريخي الصادر في ديسمبر 2020، حين أعلنت إدارة ترامب دعمها العلني لمغربية الصحراء.

وجاءت الرسالة الأخيرة لتعزز هذا المسار، مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب منذ 2007 تظل "الخيار الوحيد الجاد وذو المصداقية" لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، كما عبّر ترامب عن التزام بلاده بدعم الاستقرار في المنطقة وتوثيق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، خاصة في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والفرص الاقتصادية المشتركة.

رسالة ترامب إلى الملك محمد السادس: مضامين قوية في عيد العرش

في 30 يوليو 2025، وبمناسبة تخليد المملكة المغربية لعيد العرش، تلقى الملك محمد السادس رسالة رسمية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حملت مضمونًا سياسيًا واضحًا يعيد التأكيد على الموقف الأمريكي الثابت تجاه قضية الصحراء المغربية، وقد تم نشر مضمون الرسالة في وسائل إعلام دولية ومحلية، وأبرزت ما تضمنته من دعم صريح لمغربية الصحراء.

أكد ترامب في رسالته أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية، معتبرًا أن هذا الاعتراف يُعدّ جزءًا من سياسة أمريكية ثابتة وليست مرتبطة فقط بمرحلة رئاسته، كما ثمّن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، معتبرًا إياها "واقعية وموثوقة و تعد الحل الوحيد و الأوحد لإنهاء الملف تحت السيادة المغربية" وتصبّ في مصلحة الاستقرار الإقليمي طويل الأمد.

اعتراف أمريكي ثابت: من 2020 إلى 2025

في ديسمبر 2020، أعلنت إدارة دونالد ترامب في نهاية ولايته الرئاسية الأولى اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، في خطوة وُصفت حينها بالتاريخية، وقد جاء هذا الاعتراف ضمن اتفاق ثلاثي ضم المغرب، الولايات المتحدة، وإسرائيل، تضمن أيضًا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، و هذا القرار الأمريكي شكّل تحوّلًا كبيرًا في الموقف الدولي تجاه ملف الصحراء المغربية، وأثار ردود فعل واسعة. ( (انظر الإعلان الرسمي هنا)

منذ ذلك الحين، لم تتراجع الإدارة الأمريكية اللاحقة عن هذا الموقف في عهد الرئيس جو بايدن، رغم تغيّر القيادة السياسية في البيت الأبيض، و بعد عودة الرئيس ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة ظلّ الاعتراف قائمًا في التصريحات والوثائق الرسمية، وأُدرجت خريطة المغرب كاملة في مواقع ومؤسسات حكومية أمريكية، كما واصل عدد من المسؤولين الأمريكيين دعمهم لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الأنسب الوحيد للنزاع وفقًا للرؤية الأمريكية في اطار السيادة الكاملة على أقاليمه الجنوبية.

الحكم الذاتي: خيار المغرب ودعامة واشنطن

منذ سنة 2007، قدّم المغرب إلى الأمم المتحدة مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي لقضية الصحراء المغربية، تمنح من خلاله الأقاليم الجنوبية صلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية، وتقوم هذه المبادرة على تمكين سكان الصحراء المغربية من تسيير شؤونهم المحلية بأنفسهم في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة، مع احتفاظ الدولة المركزية باختصاصات السيادة كالدفاع والخارجية، وقد لقي هذا المقترح إشادة دولية متزايدة بمرور السنوات.

الولايات المتحدة اعتبرت منذ اعترافها الرسمي سنة 2020 أن مبادرة الحكم الذاتي هي "الأساس الوحيد الواقعي والجاد" للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، كما أكد الرئيس ترامب في رسالته لعام 2025 أن واشنطن ترى في هذا المقترح وسيلة لضمان استقرار المنطقة، وتقوية شراكة استراتيجية مع المغرب، هذا الموقف يتقاطع مع توجه عدد من الدول الكبرى التي دعمت الخطة المغربية كحل سلمي دائم.

النزاع في الصحراء: تعقيد إقليمي ورؤية مغربية للحل

يُعدّ نزاع الصحراء المغربية من أقدم النزاعات الإقليمية في إفريقيا، وقد بدأ عقب انسحاب الاستعمار الإسباني سنة 1975، ليتحول إلى صراع مسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، هده الدولة الشقيقة و بمساعدة ليبيا برئاسة القدافي حينها هم من أمدوا تلك المجموعة الانفصالية حينها بالعتاد و السلاح و الدعم الديبلوماسي و المالي ...

و بعد ذلك تخلت ليبيا و بقيت الجزائر تمولهم و تدعهم و تتخد من القصية قضيتهم الأولى في معاكسة بئيسة لمصالح المغرب و السعي بكل الوسائل لتقسيم المغرب و الحصول على أطماع توسعية أبرزها الوصول الى المحيط الأطلسي.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة سنة 1991، ظلّ الوضع السياسي مجمّدًا بسبب تعثر تنظيم الاستفتاء الدي اقترحه المغرب و دلك بسب تزوير الهويات و اقحام أسماء وهمية و أشخاص ليسوا من الصحراويين بإشراف جزائري، و استمر الوضع على ما هو عليه في غياب توافق حول الحل لسنوات طويلة، وقد أثّر هذا الجمود على استقرار المنطقة وأعاق جهود التنمية والتكامل المغاربي.

و مند 2007 أصبح طرح الاستفتاء متجاوزا منطق الاستفتاء باعتباره خيارًا غير واقعي و لاسيما بعدما شابه من تزوير واضح للهويات، و اقترح مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل يحفظ كرامة جميع الأطراف تحت السيادة الوطنية الكاملة، و قد لقيت هذه الرؤية دعمًا متزايدًا من عدة دول مؤثرة، أبرزها الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، إلى جانب فتح عشرات القنصليات الأجنبية في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة تؤكد دعمًا دوليًا متناميًا لموقف المغرب.

الموقف الدولي بين التأييد والتحفظ

منذ إعلان الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية سنة 2020، بدأت مواقف العديد من الدول تتغيّر تدريجيًا تجاه هذا النزاع المفتعل، دول مثل فرنسا، إسبانيا، ألمانيا وهولندا و مؤخرا المملكة المتحدة و جمهورية البرتغال الدين أعربوا رسميًا عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل جدي وذي مصداقية، كما افتتحت أكثر من 30 دولة قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، ما يُعدّ تعبيرًا دبلوماسيًا مباشرًا عن دعم مغربية الصحراء.

رغم ذلك، ما زالت الجزائر تعاكس وحدة المغرب الترابية و تسعى لتقسيمه، و هي الدولة الجارة الشقيقة و شعبها تربطه قرابات و صهارة مع الشعب المغربي و يشتركون في اللغة و اللهجة و الدين و المصير ...، تحتفظ بموقفها المعادي للوحدة الترابية المغربية، و مستمرة في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية و للإشارة فقد صرفت الجزائر على ابنها غير الشرعي هذا ما يزيد عن 500 مليار دولار، و بقيت هي و دول معدودة على رؤوس الأصابع في مناوئة المصالح المغربية كالموزمبيق و جنوب افريقيا رغم أن هده الأخيرة بدورها تسير نحو تبني الطرح المغربي و قريبا ستبقى الجزائر وحدها في لائحة المعترفين بشرذمة انفصالية و ستنتهي بخف حنين و ستبكي دموعا من الدم حول المال الكبير الدي أهدرته دون جدوى و كان بمكانه أن يجعل من الجزائر دولة متقدمة على غرار الامارات العربية أو السعودية.

ترامب والاتفاقيات: السياسة والاقتصاد في خلفية القرار

اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء سنة 2020 لم يكن معزولًا عن سياق إقليمي أوسع، بل جاء ضمن اتفاق ثلاثي ضم المغرب وإسرائيل برعاية الرئيس ترامب، عُرف باتفاقات أبراهام.

من الناحية الاقتصادية، فتح هذا الاعتراف الباب أمام استثمارات أمريكية وإسرائيلية واعدة في الأقاليم الجنوبية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والتكنولوجيا، كما دعمت واشنطن مشروع فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، وهو ما اعتُبر دعمًا ميدانيًا للسيادة المغربية، رغم أن المشروع جُمّد لاحقًا دون إلغائه رسميًا، وهكذا اتضح أن قرار ترامب كان سياسيًا واستراتيجيًا بامتياز، يخدم مصالح متعددة الأطراف.

ماذا بعد الرسالة؟ آفاق الحل السياسي وتثبيت الاعتراف الدولي

رسالة ترامب إلى الملك محمد السادس تؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة لمغربية الصحراء، و هو ما يعزز موقف المغرب في الساحة الدولية ويشكل رافعة جديدة أمام جهود تثبيت الحل السياسي للنزاع، ويُنتظر أن تلعب هذه الرسالة دورًا في الدفع نحو تسريع مفاوضات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، مع تأكيد الأطراف على ضرورة احترام سيادة المغرب ووحدة أراضيه.

مع تزايد عدد الدول التي تفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، يُرى أن الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء بدأ يكتسب قوة دبلوماسية متزايدة، تدعمها تحركات سياسية واقتصادية قوية، ورغم التحديات التي لا تزال قائمة، يبقى الأمل معقودًا على الحل السلمي الذي يحفظ الحقوق ويضمن استقرار المنطقة على المدى البعيد.

خلاصة

في ختام هذا الملف، تبرز رسالة الرئيس ترامب الأخيرة كتأكيد قوي لموقف الولايات المتحدة الداعم لمغربية الصحراء، مما يرسخ مكانة المغرب على الساحة الدولية ويعزز فرص تحقيق حل سياسي مستدام، كما يقطع مع الأقاويل و الترهات الجزائرية التي كانت تقول أن الاعتراف الأمريكي مجرد "تويتر"، و هذا الدعم لا يعكس فقط تحولات جيوسياسية، بل يعكس أيضًا اعترافًا بالجهود المغربية المستمرة لبناء السلام والاستقرار في منطقة حيوية.

يبقى مستقبل النزاع معتمدًا على إرادة الأطراف المعنية وموقف المجتمع الدولي، لكن مع بروز هذا الدعم الأمريكي الواضح، يتأكد الوصول قريبا إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل في اطار السيادة المغربية على كامل الأقاليم الجنوبية.

من وجهة نظري ينبغي على الجزائر أن تستفيق من سباتها و أحلامها و تعيش الواقع دون مزايدات و دون تهرب و الأمر لا يحتمل أي تماطل، و تفكر جديا كيف ستتخلص من هده المرتزقة المتواجدين على أرضها حتى لا ينقلب الأمر عليها و تصبح في صدام مباشر لا يمكن التنبؤ بنتائجه.

ما رأيكم في هده الرسالة التي وجهها ترامب الى العاهل المغربي؟ و كيف ترون الحل النهائي لهدا النزاع المفتعل؟ شاركونا آرائكم من خلال التعليقات.
أنت الان في اول موضوع

تعليقات