القائمة الرئيسية

الصفحات

أزمة التعليم بالمغرب: هل تم فعلا حل مشكل التعليم ؟

أزمة التعليم بالمغرب: هل تم فعلا حل مشكل التعليم ؟


           يعيش قطاع التعليم بالمغرب مشاكل جمة و التي ليست وليدة اليوم بل نتيجة تراكمات قديمة، فرغم الجهود المبذولة من طرف الدولة من خلال احداث الميثاق الوطني للتربية و التكوين سنة 1999، و الدي تمت صياغته من طرف الحكومة و القطاعات المعنية برؤية تشاركية مع مختلف مكونات المجتمع المغربي، و كدلك البرنامج الاستعجالي 2009 -2011، و الخطب الملكية و نص الدستور، و التي جميعها تصب في اتجاه اصلاح منظومة التعليم، غير أن دلك كله لم يؤتي أكله من قبل بسبب ضعف الموارد المادية و الميزانية المعدة لإصلاح قطاع التعليم، غير أنه  في السنوات الأخيرة تم تخصيص ميزانية ضخمة لهده الغاية، لكن دون الوصول الى المبتغى ليبقى الحال على ما عليه الى حد الآن.

بعد اعداد البرنامج الوطني للتنمية و المصادقة عليه قصد الانخراط فيه في كل المجالات وطنيا للنهوض بالتنمية بالمملكة، كان لزاما الانخراط موازاة مع دلك في اصلاح التعليم في عهد الحكومة الحالية، فتم احداث النظام الأساسي لقطاع التعليم، فوصفه رجال و نساء القطاع بالمجحف و بكونه يضرب كل مكتسباتهم، مما دفعهم للخروج في مظاهرات و إضرابات استمرت مدة طويلة، و رغم محاولات الحومة التدخل لإنهاء الاضراب و العودة الى الأقسام حفاظا على مصلحة التلميذ الدي يعد الضحية الأولى في هدا المضمار، و رغم التوصل الى شبه اتفاقات مع أغلب النقابات الممثلة قانونا لرجال و نساء القطاع غير أن التنسيقيات بقيت متشبثة بإسقاط النظام و المطالبة بزيادة لا تقل عن 3000 درهم.

حاولت الحكومة التفاوض بعد دلك مع النقابات و التنسيقيات في محاولة لإيجاد حل توافقي غير أن دلك لم يتحقق في الأول، فلجأت الى الاقتطاع من أجور المضربين، و رغم دلك فقد استمر الاضراب و بقي التلاميذ ينتظرون حلول الفرج لمتابعة دراستهم لاسيما أولائك الدين هم في مرحلة الأقسام الإشهادية، ليتم أخيرا الوصول الى التوافق حول زيادة شهرية في أجور كل رجال و نساء التعليم بميلغ قدره 1500 درهم ، و الانخراط في تعديل نصوص النظام الأساسي لمنظومة التعليم، و مع دلك فقد بقي البعض متشبثا بالإضراب ليتم توقيف عدد مهم من المضربين و الدين الى حد اليوم لم يتم النظر في وضعيتهم رغم محاولات النقابات و التنسيقيات في الضغط على الحكومة في ارجاعهم الى عملهم دون شرط أو قيد.

خلاصة بعد كل هدا و بعد فترة طويلة من ضياع الزمن الدراسي، تمت أخيرا عودة الأساتذة و الأستاذات الى أقسامهم، فهل من الممكن تدارك ما فات من حصص؟ و كيف يمكن تدارك كل هده الحصص؟ و هل يمكن انهاء المقررات بصفة عادية و بطريقة يمكن معها للتلميذ أن يستوعبها جيدا؟ و هل ادا ما عجز المسؤولون عن تلقين التلاميذ كل الدروس المقررة و الانتقال الى المستوى الآخر أنه لا تأثير لدلك عليهم؟ و كيف سيتم تقرير الامتحانات الجهوية و الوطنية بالنسبة للتلاميذ في أقسام إشهادية؟

كلها أسئلة تبقى مطروحة و يتساءل حولها كل آباء و أولياء التلاميذ خوفا على مستقبل أبنائهم الدراسي، لكن ما حصل قد حصل و أن الزمن الدراسي قد تم هدره تحت مسؤولية مشتركة بين كل المعنيين بالقطاع، و لا سبيل اليوم سوى بالبحث عن أنجع الحلول لانقاد ما يمكن انقاده من الزمن الدراسي، و بعدها البحث عن طريقة لتجويد و تحسين المنظومة التعليمية في مجملها و بصفة دائمة و بحلول عملية و واقعية، للرقي بمستوى التعليم في بلادنا و تحسين مراتبه عالميا.

                                                                                              اقرأ المزيد

تعليقات