القائمة الرئيسية

الصفحات

انتشار ظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات: الواقع بين آثار الإدمان على المخدرات والحلول للقضاء عليها

 انتشار ظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات: الواقع بين آثار الإدمان على المخدرات والحلول للقضاء عليها.

انتشار المخدرات بين الشباب

 
تعتبر معضلة تعاطي المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه مختلف الحكومات على الصعيد الدولي في عصرنا الحالي، لكون هده الظاهرة الخطيرة تنتشر بسرعة كبيرة بين الشباب و المراهقين، و تتفاوت آثار هذه الآفة من تدمير الصحة الجسدية والعقلية إلى الآثار الاجتماعية التي تساهم تفكيك الأسر و التأثير على الاقتصاد و التنمية و ارتفاع معدل الجريمة، في مقالنا هدا، سنستكشف أهم حيثيات هده المعضلة الكبيرة، و ما يحيط بها من خلال الأسباب التي تؤدي الى تعاطي و ادمان الشباب على أنواع منها، و كدا آثارها على الفرد و الأسرة و المجتمع، و ما الحلول الممكنة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة و القضاء عليها.

مفهوم ظاهرة استهلاك المخدرات

ان ظاهرة تعاطي المخدرات تحيل على استخدام و استهلاك أشخاص و خصوصا الشباب منهم و المراهقين لأنواع من المخدرات التي قد تكون مواد كيميائية ذات التأثير النفسي بطريقة غير مشروعة أو غير طبية، و يمكن أن تشمل هذه المواد المخدرات المنشطة مثل الكوكايين و الهيروين وأنواع من أقراص النوم التي تؤدي الزيادة في جرعتها الى التخدير، كما تضم المخدرات أيضا  الشيرا المستخلصة من نبتة  القنب الهندي،  و يدخل ضمن دلك أيضا كل أنواع الكحول رغم بيعها بموجب رخصة تسلمها السلطات المختصة للبائع بطريقة قانونية. 

أسباب انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب

تتعدد الأسباب التي تساهم في انتشار ظاهرة تعاطي الشباب لمختلف أنواع المخدرات المذكورة سابقا،  و أهمها مشكلة التربية بصفة عامة و التي يتداخل فيها دور الأسرة مع دور المؤسسة التعليمية و كدا الدولة، حيث أن هناك بعض الأسر لا تولي أهمية لتربية أبنائها و لا ترشدهم و تنبههم لخطورة هده الآفة، و لا تراقبهم فقد يتأخرون عن البيت الى ساعات متأخرة من الليل دون معرفة مكانهم دون أي ردة فعل من طرف الأبوين، و في تلك الفترة التي لم يعد فيها الابن أو الابنة فمن الممكن أن يكون مع رفقة سيئة و قد تكون تلك بداية تعاطيه للمخدرات، و بعدها هناك دور المدرسة و على رأسها وزارة التربية الوطنية، من خلال افتقار المقررات أو على الأقل عدم كفاية المواضيع التي تنبه لخطورة الأمر، و قلة الحملات التحسيسية والتوعوية، أما فيما يخص الدولة فان انتشار البطالة و قلة دور الشباب و الأنشطة الهادفة و تشجيع الشباب على التكوين و خلق فرص عمل و غيرها من الأمور، تزيد هده العوامل من ارتماء الشباب في أحضان المخدرات، دون أن نغفل الفراغ الروحي، و المشاكل الاجتماعية الأخرى كالطلاق و الفقر...، إضافة الى  انتشار محتويات رديئة بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي تعطي المثال و القدوة السيئة.

 آثار انتشار المخدرات بين الشباب على الفرد و الأسرة و المجتمع

ان الإدمان على المخدرات بكل أنواعها خاصة بين الشباب و المراهقين، مما لا شك فيه ستكون له آثار وخيمة سواء على الفرد أو الأسرة أو المجتمع، حيث أنها تساهم في تدهور الصحة الجسدية و العقلية للشخص المدمن، و غالبا تؤدي به الى الانقطاع عن الدراسة و السير في طريق الانحراف و الجريمة، و هدا من الطبيعي أن يؤثر على الأسرة التي تصبح في معاناة حقيقية مع الابن أو الابنة المدمنة التي تصبح مريضة و عالة عليها فتزيد من نفقات الأسرة، إضافة الى المعاناة مع الأفعال و الجرائم  التي يرتكبها المدمن أو المدمنة، أما الدولة فبدورها تتأثر بالظاهرة حيث أن زيادة عدد المدمين يساهم في ارتفاع نسبة البطالة، و ارتفاع الجريمة، و كدلك ارتفاع تكاليف العلاجات، و توسع رقعة الفقر و الهشاشة .......

الحلول الممكنة للتصدي لظاهرة انتشار استهلاك المخدرات بين الشباب

ان الإجراءات التي يجب اتخادها في مواجهة هده الآفة، يجب أن تكون من جهة الفرد نفسه و من جهة الأسرة و من جهة المدرسة و كدا من جهة الدولة، فبالنسبة للفرد فيجب أن يحاول عدم مرافقة المدمنين و الاهتمام بالدراسة و الرياضة و تغدية روحه بالقرآن و الصلاة، أما الأسرة فعليها أن تحسن تربية أبنائها و تراقبهم بخصوص رفقائهم و أسباب تأخرهم و مسايرتهم في الدراسة و تشجيعهم على الرياضة و المطالعة و كل الأعمال التي تنمي عقولهم و تبعدهم عن حضن المخدرات، أما عن المدرسة فيجب تخصيص مواضيع متنوعة و كافية حول خطورة هده الآفة، و برمجة حملات تحسيسية و توعوية، و أيضا مراقبة تصرفات و سلوك التلاميذ و غياباتهم خصوصا منها غير المبررة، و كدلك محاربة الهدر المدرسي،  أما الدولة فمن جهتها عليها أن ترفع من أعداد دور الشباب و ملاعب القرب، و خلق فرص عمل متنوعة للشباب و تشجيعهم على التكوين و المبادرة، تكثيف الوعي من خلال الاعلام و التلفزة، و مساعدة المدمنين من خلال مستشفيات خاصة للعلاج، و مواكبة الأشخاص الدين تخلصوا من الإدمان، و و كدلك محاربة تجار المخدرات و تنزيل أقصى العقوبات عليهم للحد من انتشارها.

و أخيرا يجب التنبيه و دق جرس الخطر بخصوص هده الآفة الخطيرة التي تهدد عددا كبيرا من الشباب، و يجب تكاثف الجهود بين مختلف المتدخلين أفرادا و أسرا و مدرسة و مجتمعا و دولة كل من مكانه للقضاء عليها، لأن الشباب هم الثروة الحقيقية لكل مجتمع و هم رجال المستقبل.

تعليقات