القائمة الرئيسية

الصفحات

العلاقات المغربية الجزائرية: ما الغرض من فتح مكتب مزعوم لتمثيلية الريف بالجزائر؟

 العلاقات المغربية الجزائرية: ما الغرض من فتح مكتب مزعوم لتمثيلية الريف بالجزائر؟ 

الجزائر

أصبح العالم كله يعرف مدى الحقد و الكراهيةالدي يكنه النظام الجزائري اتجاه المملكة المغربية، فلا يدخرون أي جهد في محاولة زعزعة أمنه و استقراره، و هدا معروف مند استقلال الجزائر سنة 1962م، فبعد أن خلق بومدين بمساعدة القدافي الكيان الوهمي بمخيمات تندوف و تزويدهم بكل الدعم و على كل المستويات ماديا و ديبلوماسيا، و انفاق أموال ضخمة في تسليحهم بالخردة التي لن تنفعهم بأي شيء أمام قوة و عصرنة عتاد القوات المسلحة الملكية، هده الأموال التي أنفقوها عليهم مند دلك الحين و الى حد اليوم بما فيها أجور المرتزقة و سفرياتهم و اقاماتهم و الرشاوي التي يقدمونها لشخصيات و حكومات دولية لا لشيء سوى لكي يصطفون الى جانبهم في بيتهم الشعري القديم الدي أكل عليه الدهر و شرب و الدي أصبح الجميع يعرفه حتى قبل تشغيل أسطوانته و هو "تقرير المصير"، من شأنها أن تبني ليس اقتصادا قويا و رفاهية للشعب الجزائري بل من شأنها أن تبني دولة جزائرية جديدة بحق حديثة بكل المقومات العالية و تضاهي دول متقدمة، لكن حظ الجزائريين التعيس جعلهم يئنون تحت حكام يتناوبون عليهم باختيار جنرالات لا سياسة يبرعون فيها و لا تكوين اقتصادي و لا سياسي و لا حتى عسكري و لا ..و لا ...، حيث لا يعرفون سوى ما ورثوه عن بومدين و عقدتهم الأزلية في حرب الرمال التي هزموا فيها بمرارة بعدما كانوا هم السبب في نشوبها، فهدا الأمر و أطماعهم في الوصول الى المحيط الأطلسي من خلال مرتزقة البوليساريو باتت هي الهاجس الوحيد لديهم.

ان قضية الصحراء المغربية تعد الملف الوحيد و الأوحد لدى كل حكام المرادية المتعاقبين على الحكم بتوجيه من نظامهم العسكري، لدرجة أنهم ينسون تماما البحث عن الاستراتيجيات الضرورية لمواجهة المشاكل الحقيقية التي تواجه الشعب الجزائري منها تلك الآنية و تلك المستقبلية بعدما عاني من كثيرها من قبل، كما هو الشأن لمشاكل المجاعة التي تهدد عددا كبيرا من أسرهم، و مشاكل الجفاف، و توجه الاقتصاد العالمي نحو الطاقات المتجددة و النظيفة و الاستغناء عن المواد البترولية بكل أنواعها رويدا رويدا في أفق الاستغناء عنها تماما في المستقبل، مشاكل التعليم و البحث العلمي و مسايرة التطور التكنولوجي و الدكاء الصناعي الدي أصبح ثورة من شأنها أن تباعد الهوة بين الدول المتطورة و الدول النامية و ما بلك بالدول المتخلفة، و مشاكل التغيرات المناخية و الانحباس الحراري و تأثيراتها على القشرة الأرضية و الهواء و الغلاف الجوي و الكوارث الطبيعية التي قد تنجم عنها، و غير دلك من المشاكل الكثيرة و العديدة التي لا حصر لها، فبدل أن يبحثون عن حلول لهده المشاكل من أجل بناء اقتصاد قوي و تحسين ظروف عيش مواطنيهم، فانهم يسعون بكل ما أوتوا من جهد و قوة و بكل أموال الشعب في معاكسة مصالح المغرب فقط دون سواه و تسخير كل ما يتوفرون عليه من قنوات ديبلوماسية و بكل الوسائل و في كل المحافل للدفاع عن مرتزقتهم التي أصبحت ابنهم غير الشرعي و لا سبيل لهم في قادم المستقبل من التخلص منه و سيبقى حجرة في نعلهم و سيندمون يوما على ايوائهم و دعمهم.

المملكة المغربية بقيادة عاهلها الملك محمد السادس تسير في مسار التنمية و تقوية الاقتصاد المغربي في صمت تام و دون اكتراث الى ما تقوم به الجزائر من مناورات يائسة، لا جدوى منها و التي يكون مصيرها كلها الفشل، و مما أبدعت فيه مؤخرا أن رئيسها قام بملاقاة الرئيس الموريتاني بتندوف و قاما بفتح معبر حدودي و دلك لمزاحمة معبر الكركرات حسب فهمهم و دكائهم الخارق !، فهل يعلمون أن معبر الكركرات عالمي تمر منه مختلف الشاحنات الدولية بسلع متنوعة موجهة لمختلف الدول الافريقية و أن موقعها استراتيجي لا يمكن أن يضاهيه أي معبر بهده الجهة، و هل لدى الجزائر ما تصدره عبر الى إفريقيا أو على الأقل الى موريتانيا؟ لا أظنهم يملكون ما يكفيهم حتى لأنفسهم لكونهم يستوردون كل شيء من الخارج، و بالتالي فهدا الدي يحسبونه مشروعا ضخما فما هو سوى مجرد تفاهة ازدادت ميتة و لن تستطيع الحياة، و لا تزيد سوى من تراكم ملفات فشهلهم الواحد تلو الآخر و في كل الميادين.

غير أن ما قاموا به مؤخرا حقيقة و حتى أضعف نظام في العالم و على مر التاريخ و حتى لو كانوا يسيرونه مسؤولون لم يتلقوا أبدا أصول علم السياسة و علم العلاقات الدولية و لا يفقهون شيئا في السياسة لا يمكنهم ارتكاب هده الحماقة التي ستنعكس بأكبر درجة من السوء على سمعتهم التي تنزل الى الحضيض يوما بعد يوما، فقد وافق هؤلاء لشرذمة مرتزقة و منحتهم بناية لا تتعدى أن تكون منزلا قديما مهترئا و سموها مقر تمثيلية الريف !  فهل هم واعون بما قاموا به و هل من شأن هدا أن يحققوا شيئا في مواجهة المملكة المغربية الشريفة التي في عمرها قرونا طويلة و يقودها رجالات بأعلى درجة من الكفاءة بقيادة الملك محمد السادس، حقيقة و شخصيا و كمتتبع لم أتصور أنهم سيصلون الى هدا المستوى الرخيص، حيث أنه الآن أصبح العالم كله بدون استثناء و حتى الدين لم يكونوا يعلمون أو الدين شككوا يوما أنهم لا ملف لديهم  و لا حاجة و لا أي شيء آخر سوى التحرش بمصالح المغرب لحقدهم الدفين اتجاه تفوقه و ريادته قاريا و دوليا في كل المجالات، حيث يصبحون و يمسون على اسم المغرب، و مرة أخرى هدا الأمر ميت في حضنهم من البداية و لن ينالوا من وراءه سوى تشويه سمعتهم لدى سائر الدول و الحكومات.

بموافقتهم على فتح هدا المكتب المزعوم لهده الشرذمة المرتزقة، هل فعلا يؤيدون الحركات التحررية؟ ادا كان الأمر كدلك فالأحرى بهم أن يمنحوا جمهوريتي القبائل و الطوارق استقلالهم ، آنذاك يمكننا اعتبارهم مثالا في منح الحرية للشعوب، فهل يمكنهم دلك؟ و عليهم  يحتضنوا باقي الحركات الأخرى عبر العالم، فهل يمكنهم دلك؟ أكيد أنهم لن يقبلوا و لن يستطيعوا احتضان حركات ترغب في الانفصال عن حكوماتهم، لسبب بسيط أن هده الحركات لا علاقة لها بالمغرب، حيث أنه أصبح اليوم بإمكان أي شخص يقول أنه يعادي المغرب و الوحدة الوطنية و أنه يرغب في بناء دولة مستقلة سيتم احتضانه و دعمه، فعلا وصلت الوقاحة السياسية الى أكثر من الحضيض، و الآن فعلا يمكن لكل العالم أن يعلم سبب مقولة الملك الراحل الحسن الثاني المشهورة " لا نرغب في اعتراف الدول بالصحراء المغربية و انما نريد فقط أن يعلموا مع من حشرنا الله في الجوار".

ان كل المناورات التي يقومون بها مجرد مضيعة للوقت و استنزاف لأموال الشعب الجزائري، لأنهم لم و لن يجنوا من خلالها أي طائل، و لو دفعوا كل ثرواتهم و كل ما يملكون و لو اجتمعوا هم و كل من يساندهم في زعزعة أمن و استقرار المملكة المغربية الشريفة فلن يستطيعوا دلك، أما قضية الصحراء فالمغاربة كلهم من صغيرهم الى شيخهم كلهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل كل حبة من رمالها، و كما أكد صاحب الجلالة على دلك في خطابة " الصحراء في مغربها و المغرب في صحرائه الى أن يرث الله الأرض و من عليها"، و نصيحة مني صادقة الى حكام الجزائر لا داعي لتبذير المزيد من أموالكم على هده القضية التي كلفتكم الكثير و مازالت تكلفكم و ستبقى تكلفكم الكثير دون أبسط نتيجة، فاستيقظوا من سباتكم و عودوا الى رشدكم و كفى من هده الترهات و لا سبيل للرقي بالمنطقة كلها سوى بوضع اليد في اليد و تفعيل الاتحاد المغاربي.

اقرأ المزيد


تعليقات