القائمة الرئيسية

الصفحات

المشهد الرقمي في المغرب 2025: هيمنة واتساب وصعود تيك توك بين الشباب

توجهات وتطورات السوشيال ميديا بالمغرب 2025

شباب مغاربة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في مقهى حضري
الشباب المغربي يتفاعلون مع واتساب، فيسبوك، إنستاغرام، وتيك توك في حياتهم اليومية.

خلال السنوات الأخيرة، شهد المغرب تطوراً ملحوظاً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمغاربة، ومع توسع شبكة الإنترنت وارتفاع نسب الهواتف الذكية، أضحى التفاعل الرقمي نافذة رئيسية للتواصل، تبادل الأخبار، ومتابعة المستجدات.

وتشير تقارير Baromètre des Réseaux Sociaux إلى أن المغرب يعيش تحولاً رقمياً بارزاً، حيث يتصدر واتساب قائمة التطبيقات الأكثر استخداماً، يليه فيسبوك وإنستغرام، في حين يسجل تيك توك صعوداً قوياً بين فئة الشباب، و هذا المشهد الرقمي يعكس تغيراً في سلوك المستخدمين وتوجهاً جديداً نحو المنصات السمعية البصرية والتفاعلية.

معدل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب: نظرة عامة

شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في معدل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 81٪ من السكان صاروا نشطين على هذه المنصات، وهذه الزيادة تعكس وعياً متزايداً بأهمية الرقمنة، سواء للتواصل الاجتماعي أو لمتابعة الأخبار والتسويق.

ومع ذلك، لا يزال نحو 19٪ من المغاربة خارج هذا الفضاء الرقمي، خصوصاً في صفوف كبار السن وسكان المناطق القروية والفئات ذات الدخل المحدود، و هذا يبرز وجود فجوة رقمية تحتاج إلى حلول من خلال تحسين البنية التحتية وتعميم الثقافة الرقمية بشكل أشمل.

جدول يوضح نسب استخدام أبرز المنصات في المغرب 2025

المنصة

نسبة الانتشار بين السكان

نسبة الاستخدام اليومي

واتساب

75%

95%

فيسبوك

62%

89%

إنستاغرام

42%

85%

يوتيوب

40%

80%

تيك توك

24%

78%

تباين اهتمامات المغاربة بالمنصات الرقمية 

مراهقون يشاهدون مقاطع تيك توك ويوتيوب
المراهقون يقضون وقتا مهما على منصات الفيديو مثل تيك توك ويوتيوب لمشاهدة بالمحتوى الرقمي.

واتساب: الأول بلا منازع

يحتل تطبيق واتساب المرتبة الأولى في المغرب كأكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداماً على الإطلاق، و بفضل بساطته وسهولة تبادل الرسائل النصية والصوتية والفيديوهات أصبح التطبيق أداة يومية يعتمد عليها الملايين للتواصل مع العائلة والأصدقاء والزملاء.

وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن نسبة الانتشار وصلت إلى 75٪ من السكان، مع تسجيل دخول يومي يقارب 95٪ من مستخدميه، و هذا يجعله التطبيق الأكثر حضوراً في الحياة الرقمية للمغاربة، متفوقاً بفارق كبير على باقي المنصات.

أسباب هيمنة واتساب في المغرب

1. سهولة الاستخدام: واجهة بسيطة تدعم مختلف الفئات العمرية.
2. الانتشار الواسع: أصبح التطبيق قناة أساسية للتواصل حتى في المناطق شبه القروية.
3. المرونة: يوفر مكالمات صوتية ومرئية مجانية بجودة جيدة.
4. الموثوقية: يتميز بسرعة إرسال الرسائل وحماية المحادثات بالتشفير.
5. التكامل المجتمعي: أصبح جزءاً من الحياة اليومية للعمل، الدراسة، والتواصل العائلي.

فيسبوك وإنستغرام: المنصتان البصريتان والثقافيتان

يظل فيسبوك واحداً من أكثر المنصات تأثيراً في المغرب، حيث يستخدمه ما بين 62٪ و65٪ من السكان، ورغم مرور أكثر من عقد على انتشاره، فإنه ما زال يشكل فضاءً للتفاعل الاجتماعي، متابعة الأخبار، والانخراط في النقاشات العامة، خاصة بين الفئات العمرية الأكبر سناً.

أما إنستغرام فقد حقق نمواً ملحوظاً، إذ يستخدمه حوالي 42٪ من المغاربة، مع إقبال كبير من الشباب والنساء، و ذلك بفضل طابعه البصري وتنوع محتواه، أصبح المنصة المفضلة لعرض الصور، مقاطع الفيديو القصيرة، والإبداع الفني، ما جعله جزءاً أساسياً من ثقافة الشباب الرقمية.

صعود YouTube والمنصات المرئية الطويلة

أصبح يوتيوب رابع أكثر منصة استخداماً في المغرب سنة 2025 بنسبة انتشار تقارب 40٪ من السكان، ومع تزايد الاهتمام بالمحتوى المرئي الطويل، تحول إلى مصدر رئيسي للتعلم، الترفيه، ومتابعة الأخبار، ما منحه مكانة خاصة بين المنصات.

إلى جانب ذلك، بدأ المغاربة يتجهون نحو المنصات الأخرى التي تقدم محتوى مرئياً طويلاً مثل منصات البث الرقمي، و هذا يعكس حاجة المستخدمين إلى محتوى أعمق وأكثر تفصيلاً، مقارنة بما توفره الفيديوهات القصيرة والسريعة.

أبرز أسباب صعود YouTube في المغرب

  • تنوع المحتوى بين الترفيه، التعليم، والدين.
  • الاعتماد عليه لمتابعة الأخبار والبرامج التفاعلية.
  • سهولة الوصول إليه عبر الهواتف الذكية.
  • انتشار صناع محتوى مغاربة مؤثرين.
  • كونه أداة للتعلم الذاتي ومصدر للمعرفة الرقمية.

تيك توك: المنصة الناشئة بقوة بين الشباب

شهد تيك توك قفزة كبيرة في المغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت نسبة مستخدميه إلى حوالي 24٪ من السكان سنة 2025، ويرجع هذا النمو السريع إلى طبيعة التطبيق القائمة على مقاطع الفيديو القصيرة والإبداعية التي تجذب فئة الشباب بشكل خاص.

ويعتبر الشباب من الفئة العمرية 18 إلى 24 سنة الأكثر إقبالاً على المنصة، حيث يقضون ساعات طويلة في إنشاء المحتوى ومشاركته أو استهلاكه. هذا الحضور القوي جعل تيك توك منافساً جدياً للمنصات التقليدية مثل فيسبوك وإنستغرام.

أبرز مظاهر صعود تيك توك في المغرب

1. جاذبية الفيديو القصير: يتماشى مع ميول الشباب وسرعة استهلاك المحتوى.
2. منصة للترفيه والإبداع: توفر مساحة للتجارب الفنية والكوميدية والموسيقية.
3. انتشار التحديات والهاشتاغات: ما يعزز التفاعل المجتمعي والانتشار السريع.
4. قوة الخوارزمية: تعرض للمستخدم محتوى مناسباً باهتماماته فوراً.
5. فرص التسويق الرقمي: أصبحت أداة رئيسية للشركات لاستهداف الشباب.

الفجوة الرقمية: من هم المستبعدون؟

رغم الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، ما زال جزء مهم من المجتمع خارج هذا الفضاء الرقمي. فحوالي 19٪ من السكان لا يستخدمون هذه المنصات، وتتركز هذه الفئة أساساً بين كبار السن وسكان المناطق القروية الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى شبكة الإنترنت أو يفتقرون للمهارات الرقمية.

المغاربة يتفاعلون مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي
تباين اهتمامات المغاربة بوسائل التواصل الاجتماعي حسب الفئات العمرية و المنصات الرقمية 

كما أن الفئات ذات الدخل المحدود تجد نفسها أقل قدرة على امتلاك الهواتف الذكية أو الاشتراك في خدمات الإنترنت المستقرة، و هذا التفاوت يخلق فجوة رقمية واضحة بين سكان المدن الذين يتمتعون ببنية تحتية متقدمة، وبين القرى والمناطق النائية التي ما زالت تعاني من ضعف التغطية الرقمية.

تكرار الاستخدام والسلوك الرقمي اليومي

يظهر السلوك الرقمي للمغاربة اعتماداً قوياً على التطبيقات الأكثر استخداماً، حيث تمثل الأنشطة اليومية على هذه المنصات جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية والمهنية، فالمستخدم المغربي يقضي وقتاً كبيراً على واتساب، فيسبوك، وإنستغرام، سواء للتواصل مع الأصدقاء أو متابعة الأخبار والمحتوى الترفيهي.

وتوضح البيانات أن الشباب يقضون ساعات أطول في التفاعل الرقمي مقارنة بالفئات العمرية الأكبر، فيما تلعب منصات الفيديو مثل يوتيوب وتيك توك دوراً كبيراً في جذب الانتباه لفترات طويلة يومياً، و هذا السلوك يعكس تحولاً نحو الاعتماد الرقمي المكثف في الحياة اليومية.

أبرز سلوكيات الاستخدام اليومي للمغاربة

  • واتساب: حوالي 95٪ من مستخدميه يدخلون يومياً للتواصل.
  • فيسبوك: يستخدمه 89٪ يومياً لمتابعة الأخبار والتفاعل الاجتماعي.
  • إنستاغرام: الاستخدام اليومي يقترب من 85٪، خاصة بين الشباب والنساء.
  • تيك توك: يقضي المستخدمون الشباب ساعات في مشاهدة وإنشاء المحتوى.
  • يوتيوب: منصة تعليمية وترفيهية، يستخدمها 80٪ بشكل دوري.

الأنماط الديموغرافية: العمر، الجنس، والموقع الجغرافي

تظهر الدراسات أن الشباب بين 18 و24 سنة هم الفئة الأكثر نشاطاً على وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، خاصة على منصات إنستغرام وتيك توك، و هذا التركيز يعكس ميل هذه الفئة لاستهلاك المحتوى المرئي والتفاعلي بشكل يومي، مقارنة بالفئات الأكبر سناً التي تركز غالباً على واتساب وفيسبوك.

أما من حيث الجنس والموقع الجغرافي، فتظهر البيانات أن النساء يفضلن إنستغرام أكثر من الرجال، بينما يحظى واتساب وفيسبوك باستخدام متوازن بين الجنسين، و إضافة لذلك فإن سكان المدن لديهم قدرة أكبر على الوصول للإنترنت واستخدام المنصات الرقمية بشكل يومي، بينما يظل سكان المناطق الريفية أقل نشاطاً نتيجة ضعف البنية التحتية والفجوة الرقمية.

اتجاهات المستقبل والتحديات

يشير التقرير إلى أن مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب سيشهد نمواً مستمراً، خاصة مع زيادة الوعي الرقمي وتوسع الهواتف الذكية، إلا أن هذا النمو يقابله تحديات مهمة تتعلق بالخصوصية، المحتوى الضار، وأمن البيانات، ما يتطلب سياسات تنظيمية فعالة لضمان استخدام آمن ومنتج.

كما تفتح المنصات الرقمية فرصاً كبيرة في مجالات التسويق، التجارة الإلكترونية، والتعليم عن بعد، وفيما يلي أبرز التحديات والفرص:

أهم التحديات والفرص المستقبلية

1. التحديات

  • حماية الخصوصية وتأمين البيانات الشخصية للمستخدمين.
  •  مكافحة انتشار المحتوى العنيف أو المضلل.
  •  الحد من الفجوة الرقمية بين المدن والقرى والفئات الاجتماعية المختلفة.

2. الفرص

  •  تعزيز التسويق الرقمي واستهداف الفئات الشابة بفعالية.
  •  تطوير منصات تعليمية رقمية وتوسيع محتوى ثقافي وترفيهي.
  •  دعم صناع المحتوى المحليين وإبراز المواهب المغربية على المستوى الدولي.

الخلاصة

يشهد المغرب تحولاً رقمياً بارزاً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتصدر واتساب المشهد، يليه فيسبوك وإنستغرام، بينما يسجل تيك توك صعوداً ملحوظاً بين الشباب، حيث أصبحت هذه المنصات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وتلعب دوراً أساسياً في التواصل، التعليم، والترفيه.

رغم هذا النمو، تظل هناك تحديات مهمة مثل الفجوة الرقمية، الخصوصية، وأمن البيانات، و في المقابل تفتح هذه البيئة الرقمية فرصاً كبيرة في التسويق الرقمي، التعليم عن بعد، ودعم صناع المحتوى المحليين. مستقبل المنصات الاجتماعية في المغرب يعتمد على تحقيق التوازن بين الاستخدام الآمن والمبتكر.

💬 ما رأيك في تطور وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب؟ شاركنا رأيك وتجاربك في التعليقات!
أنت الان في اول موضوع

تعليقات