القائمة الرئيسية

الصفحات

الحرب الإسرائيلية على إيران: تصعيد غير مسبوق يهدد بإشعال المنطقة

تصعيد خطير بين إسرائيل و ايران يهدد استقرار الشرق الأوسط

الحرب الإسرائيلية على إيران: تصعيد غير مسبوق يهدد بإشعال المنطقة
انفجارات في ايران اثر الهجوم الإسرائيلي

في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها، شنت إسرائيل في 13 يونيو 2025 هجومًا عسكريًا واسعًا ضد أهداف حيوية داخل إيران، شملت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومقار قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني، وقد وُصفت هذه العملية بأنها أخطر تصعيد مباشر بين البلدين منذ عقود، ما يثير مخاوف عالمية من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

خلفيات الصراع بين إيران وإسرائيل

الصراع بين إيران وإسرائيل ليس وليد اليوم، بل هو تراكم لعقود من التوترات الأيديولوجية والسياسية والعسكرية، حيث ترى إسرائيل في البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، فيما تدعم إيران جماعات مسلحة مناهضة لإسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا، وتعلن عداءها العلني لما تسميه "الكيان الصهيوني".

ورغم غياب أي حدود جغرافية مشتركة بين الطرفين، فإن ساحة المواجهة ظلت ممتدة عبر "وكلاء الحرب" ونقاط النفوذ الإقليمية، فقد تبنّت إيران استراتيجية "الطوق الجغرافي" حول إسرائيل، عبر دعم حركات كحزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، والمليشيات الموالية لها في سوريا والعراق.

في المقابل، لجأت إسرائيل إلى سياسة "الخطوط الحمراء"، مستهدفة مرارًا شحنات السلاح الإيرانية ومواقع النفوذ في العمق السوري، وعلى المستوى الاستخباراتي، خاض الطرفان حروبًا خفية تمثّلت في اغتيالات نوعية، أبرزها تصفية العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده عام 2020، وهجمات سيبرانية متبادلة طالت بنية تحتية حساسة.

هذا الصراع غير التقليدي عمّق التوجس المتبادل، ورسّخ حالة "اللاحرب-اللاسلم" التي انفجرت أخيرًا في مواجهة مفتوحة غير مسبوقة.

تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية

أطلقت إسرائيل على عمليتها اسم "الأسد الصاعد"، وشاركت فيها أكثر من 200 طائرة حربية، إضافة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، وقد استهدفت العملية مواقع متعددة، أهمها:
- منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
- قاعدة كاشان الجوية.
- مقار للحرس الثوري الإيراني ومساكن قيادات عسكرية.

تسببت الضربات في مقتل شخصيات رفيعة، أبرزهم:
- حسين سلامي، قائد الحرس الثوري.
- محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
- عدد من علماء النووي والدفاع الجوي.

رد إيران الأولي: هجوم بالطائرات المسيّرة

لم تتأخر إيران في الرد، إذ أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة نحو أهداف داخل إسرائيل، و رغم أن معظمها تم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، إلا أن هذا الرد يُعد إعلانًا واضحًا بأن إيران لن تلتزم الصمت.

مواقف دولية متباينة

- الولايات المتحدة أعربت عن "قلقها العميق" ودعت الطرفين إلى ضبط النفس.
- الاتحاد الأوروبي طالب بوقف فوري للأعمال العدائية والعودة للمسار الدبلوماسي.
- روسيا والصين ندّدتا بالضربات، وحذّرتا من توسع النزاع في المنطقة.
- تركيا ودول الخليج أعربت عن مخاوفها من تأثير الحرب على الأمن الإقليمي وأسواق الطاقة.

لم تقتصر ردود الفعل الدولية على البيانات التقليدية، بل عكست عمق الانقسام الجيوسياسي الذي يميز النظام الدولي الحالي، فقد اتسم موقف الولايات المتحدة بنوع من الحذر، إذ وجدت نفسها في مأزق صعب بين دعمها التقليدي لإسرائيل ورغبتها في تجنب اندلاع صراع واسع يعقد أولوياتها العالمية، خصوصًا في ظل التوتر مع الصين والحرب المستمرة في أوكرانيا.

أما الاتحاد الأوروبي، فرغم دعواته للتهدئة، فإنه يفتقر إلى أدوات ضغط فعلية، مما يجعل تأثيره السياسي محدودًا.

و بالنسبة لروسيا والصين، فقد اعتبرتا الضربة الإسرائيلية تصعيدًا غير مبرر، واستغلتا الحدث لتأكيد انتقادهما المستمر للسياسات الغربية في الشرق الأوسط، مع تلويح خفي بدعم إيران ضمن لعبة التوازنات الدولية.

في المقابل، أظهرت تركيا موقفًا أكثر براغماتية، داعية إلى الحوار، مع تحذيراتها من تداعيات أمنية قد تطال حدودها الجنوبية.

أما دول الخليج، فترى في التصعيد تهديدًا مزدوجًا، أمنيًا واقتصاديًا، حيث تخشى اضطراب تدفقات النفط وارتفاع الأسعار، مما ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية، ويضعها أمام تحديات داخلية تتعلق بالتوازن بين مصالحها مع الغرب ومخاوفها من إيران.

احتمالات التصعيد: هل نشهد حربًا إقليمية؟

يرى مراقبون أن ما حدث قد يكون بداية لسلسلة من المواجهات التي قد تشمل:
- تدخل حزب الله أو الحوثيين ردًا على الضربات.
- استهداف السفن في الخليج.
- اضطرابات أمنية في العراق وسوريا ولبنان.

السيناريو الأسوأ يتمثل في دخول أطراف دولية كبرى إلى المعركة، مما يهدد الاستقرار العالمي، خصوصًا مع التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.

كيف ينظر الشارع العربي والعالمي لما جرى؟

تفاوتت ردود الفعل بين مؤيد للضربات باعتبارها "ردًا على خطر نووي إيراني"، ومعارض يعتبرها "عدوانًا سافرًا ينتهك السيادة الإيرانية"، على مواقع التواصل، انقسمت الآراء بين من يتخوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، ومن يرى في العملية بداية لتغيير استراتيجي في الشرق الأوسط.

نحو أي مستقبل تتجه المنطقة؟

الحرب بين إسرائيل وإيران فتحت فصلًا جديدًا في تاريخ الصراع بالشرق الأوسط، لكنها في ذات الوقت رفعت منسوب التوتر إلى مستويات خطيرة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم، و ادا ما لم يتم احتواء الوضع بسرعة من خلال تدخلات دبلوماسية دولية، فإننا سنكون على أبواب مرحلة دامية قد تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بالكامل.

السؤال المطروح لم يعد فقط عن مستقبل العلاقات بين طهران وتل أبيب، بل عن ملامح نظام إقليمي جديد قد يُولد من رحم هذا التصعيد إذا استمر التصادم المباشر، و قد تتفكك تحالفات قائمة، و تحالفات أخرى غير متوقعة قد تتشكل، خاصة في ظل تغير أولويات القوى الكبرى وتنامي دور اللاعبين غير الدوليين.

هناك مجموعة من الدول مثل السعودية والإمارات قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تموضعها بين المحورين الأمريكي والإيراني، بينما ستراقب أنقرة وتل أبيب مدى قدرة طهران على امتصاص الضربة أو الرد عليها بشكل غير متوقع، كما أن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني أصبح أكثر غموضًا، وقد يُدفن نهائيًا إذا ما استمرت لغة السلاح في طغيانها على لغة الحوار.

وفي ظل هذه التطورات، فإن أمن الملاحة في الخليج، واستقرار العراق وسوريا ولبنان، وحتى أسواق النفط والغاز العالمية، قد يصبح رهينة لهذا الصراع الممتد، ما لم تتدخل أطراف دولية قوية لفرض مسار تفاوضي يجنب المنطقة خطر الانهيار الشامل.

كيف ترون هدا الهجوم؟ و ما تداعياته المحتملة؟ شاركونا آرائكم من خلال التعليقات

تعليقات