![]() |
تجديد دعم الولايات المتحدة للسيادة المغربية على الصحراء |
تجديد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء
في لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة "تدعم السيادة المغربية على صحرائه و كون مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع" ، هذا التصريح يعكس استمرارية الموقف الأمريكي الذي بدأ منذ اعتراف الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء في ديسمبر 2020، و هو ما يؤكد عمق العلاقات المغربية الأمريكية الضاربة في جدور التاريخ.
موقف المغرب: تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن
رحبت المملكة المغربية بتجديد الدعم الأمريكي لمقترح الحكم الذاتي، معتبرةً ذلك خطوة مهمة في سياق توطيد الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الرباط وواشنطن، وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في تصريحات إعلامية عقب لقائه بنظيره الأمريكي، أن هذا الموقف يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم جهود المغرب لتحقيق حل سياسي واقعي ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
"الولايات المتحدة تؤمن بأن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تشكل الإطار الجاد والوحيد القابل للتطبيق، وهو ما يعزز مصداقية الموقف المغربي على المستوى الدولي، ويقوي من دعمه داخل أروقة الأمم المتحدة." حسب تصريحات السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي
ردود الفعل الجزائرية: قلق وتحفظ و بيان محتشم
أعربت الجزائر الداعم الأساسي للبوليساريو و المعادية للمغرب عن "أسفها" لتجديد الولايات المتحدة لموقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ومخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط كحل وحيد للنزاع، واعتبرت الجزائر أن هذا الموقف الأمريكي قد يؤثر سلبًا على جهود التسوية السلمية للنزاع، لكنها لا تستطيع أن تقوم بسحب السفير كما فعلت من قبل عند اعتراف اسبانيا أو فرنسا مثلا ، لكونها تعلم جيدا العواقب، و اكتفت بإصدار بيان محتشم من أجل تمويه الشعب بكون السلطة ترد على قرارات أمريكا.التحركات داخل الكونغرس الأمريكي: نحو تصنيف البوليساريو كمنظمة إر--هابية
أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون عزمه تقديم مشروع قانون يصنّف بموجبه جبهة البوليساريو كمنظمة إر----هابية، متهماً قيادة الانفصاليين بـ"لعب دور مشبوه في خدمة مصالح قوى مناوئة للولايات المتحدة، على رأسها إيران و تغدية الجماعات المس--لحة" هذا التحرك يعكس تصاعد القلق داخل الأوساط الأمريكية من أنشطة البوليساريو وعلاقاتها مع أطراف دولية معادية للمصالح الأمريكية و كدا جماعات ار—هابية تنشط في الساحل و الصحراء.
تداعيات محتملة لتصنيف البوليساريو كمنظمة إر---هابية
في حال تم تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إر---هابية، فإن ذلك سيؤدي إلى تجميد أصولها، وفرض عقوبات على داعميها و فرض عقوبات عليهم، وتقييد تحركات أعضائها، كما سيعزز هذا التصنيف موقف المغرب في المحافل الدولية، ويزيد من عزلة الجزائر و صنيعتها البوليساريو على الساحة الدولية.
الموقف الأوروبي: من الحذر إلى الانفتاح على مقترح الحكم الذاتي
رغم أن الولايات المتحدة تقود اليوم جبهة الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، فإن المشهد الأوروبي يعرف هو الآخر تحوّلًا تدريجيًا لافتًا في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية، فقد أعلنت إسبانيا صراحة في مارس 2022 دعمها الرسمي لمقترح الحكم الذاتي، واعتبرته "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل النزاع، مما شكّل تحولًا تاريخيًا في موقف مدريد، الدولة المستعمرة السابقة للصحراء.ولم يكن الموقف الإسباني معزولًا، إذ انضمت إليه فرنسا التي أكدت في عدة مناسبات دعمها للمبادرة المغربية، معتبرةً إياها "أرضية ذات مصداقية لحل سياسي متوافق عليه" و مؤخرا و خلال زيارة الرئيس ماكرون للمغرب و لقائه بالعاهل المغربي فقد تقدم و صرح بوضوح بكون المقترح هو الحل الأوحد لحل النزاع الدي لا يمكن أن يكون الا تحت السيادة المغربية، كما عبّرت ألمانيا من قبل، و دلك بعد فترة من التوتر مع الرباط، عن موقف مماثل، وأكدت في بيان مشترك مع المغرب سنة 2023، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل مساهمة مهمة في تسوية النزاع.
أما بريطانيا، فهي تتجه بخطى متسارعة نحو موقف أكثر وضوحًا في دعم الطرح المغربي، حيث أبدى عدد من أعضاء البرلمان ووزراء سابقون دعمهم الصريح للمغرب، داعين حكومة المملكة المتحدة إلى الانخراط بفعالية في دعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً عمليًا للنزاع.
ورغم هذا الزخم، لا تزال بعض الدول الأوروبية الأخرى، خصوصًا في أوروبا الشمالية والشرقية، تتبنى مواقف تتسم بـالحياد الحذر، وتفضّل الاصطفاف خلف قرارات الأمم المتحدة دون تبنّي موقف واضح من جوهر الحل المقترح، غير أن التحولات الجيوسياسية والتقارب المغربي-الأمريكي، قد تدفع هذه الدول إلى مراجعة مواقفها، خاصة في حال تصاعد النقاش داخل الدوائر الغربية حول تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إر--هابي.
وفي المجمل، تزداد القناعة في الأوساط الأوروبية بأن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 هي الخيار الوحيد المتاح لتسوية النزاع بشكل عملي وسلمي، خاصة في ظل فشل مقترح الاستفتاء، واستمرار الجمود في مفاوضات جنيف.
تأثير التطورات على جهود الأمم المتحدة
قد تؤثر هذه التطورات على جهود الأمم المتحدة في حل النزاع، حيث قد تضطر المنظمة الدولية إلى إعادة تقييم مقاربتها، خاصةً إذا تم تصنيف جماعة البوليساريو من طرف الولايات المتحدة كمنظمة إر—هابية، و هدا قد يؤدي إلى تغيير جدري في ديناميكيات المفاوضات المستقبلية، و تطور القرار الأممي لمسايرة منحى قرارات و توجهات القوى الكبرى و مختلف الدول الداعمة للمقترح المغربي.مستقبل النزاع: هل اقترب الحل النهائي؟
مع تصاعد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، والتحركات الأمريكية ضد البوليساريو، يبدو أن النزاع يقترب من نهايته، خاصة مع الرغبة الكبيرة للولايات المتحدة في طي الملف، إضافة الى دعم نفس التوجه الأمريكي من فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن و المستعمر السابق، إضافة الى اعتراف اسبانيا من قبل و هي التي كانت المستعمر السابق للصحراء، مع الأخد بعين الاعتبار الى باقي الدول الداعمة أو تلك التي تصطف في جانب الأمم المتحدة، مما يشكل لحظة فاصلة في البث في النزاع بصفة نهائية.
الخلاصة
تشير التطورات الأخيرة إلى تحول كبير في الموقف الدولي من قضية الصحراء المغربية، مع تعزيز الدعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وتصاعد الضغوط على جبهة البوليساريو، وفي حال استمرت هذه الاتجاهات، فقد نشهد في المستقبل القريب تحولات جذرية في هذا النزاع الإقليمي الدي عمر طويلا بسبب تغذيته كليا من طرف حكام الجزائر مند انشاء هدا الكيان من طرف الهواري بومدين و قولته الشهيرة حوله حينها "سنضع البوليساريو كحجرة عثرة في نعل المغرب".ما رأيكم في كون هدا النزاع المفتعل يشرف على نهايته؟ و في حالة تصنيف البوليساريو كمنظمة ار—هابية ما مصيرهم؟ و كيف ستتعامل معهم الجزائر؟ و كيف ستتخلص منهم؟ و في محاولة البقاء على احتضانهم على أرضها فكيف ستواجه العقوبات الأمريكية و الدولية؟ و كيف ستخرج من العزلة الدولية و لاسيما أن محيطها كله مشتعل؟
أتسائل بكل صراحة أليس في الجزائر عاقل كي يجعل الحكام يفهمون أن النزاع انتهى و أن اللعبة انكشفت كل خيوطها و أن العالم كله أصبح يعلم جدور القضية و أهداف الجزائر من هدا النزاع المفتعل؟ و اخبارهم أن لا حل في تنمية المنطقة سوى وضع اليد في اليد و تشكيل تكثل المغرب العربي لفائدة دول منطقة شمال افريقيا كلها و سيشكل دلك قوة اقتصادية كبيرة في افريقيا ، و كفى من الاستهتار بمصالح الشعوب في سبيل نزوات و انتقامات يائسة لا أسباب لها.
تعليقات
إرسال تعليق