القائمة الرئيسية

الصفحات

معضلة الهجرة السرية: إشكالية و نتائج الهجرة السرية نحو فردوس مفقود!

 معضلة الهجرة السرية: إشكالية و نتائج الهجرة السرية نحو فردوس مفقود!


           تعتبر الهجرة السرية من أكبر المعضلات التي تواجه دول أوروبا و دول شمال افريقيا و خاصة المملكة المغربية، و دلك بحكم قربها من الضفة الأخرى على مسافة لا تتجاوز من جهة الشمال و تحديدا من طنجة عبر مضيق جبل طارق سوى 14 كلم، مما جعلها قبلة لكل الراغبين في البحث عن الفردوس المفقود في أوروبا، حيث تعرف وصول جحافل من المهاجرين السريين من دول افريقيا و من الجزائر و تونس و غيرها من الجنسيات الأخرى، فأصبحت معبرا رئيسيا لكل من عزم على الهجرة سريا الى أوروبا.

           و مما ساهم في استفحال الظاهرة هو تواطؤ السلطات الجزائرية في وصول عدد كبير من المهاجرين السريين القادمين من افريقيا و دول أخرى مختلفة عبر ترابها الى المغرب، مما أدى الى اغراق المملكة المغربية بالمهاجرين السريين، و قد ساعد كدلك هدا في انتشار مافيات تنشط في تهريب الأشخاص عبر قوارب الموت عبر البحر دون أدنى شروط للسلامة و مقابل مبالغ هامة، و مع كامل الأسف أن الكثير منهم يلقون حتفهم غرقا بمياه البحر خصوصا الدين يغامرون في ركوب البحر من الجهة الأطلسية لكون المحيط يكون غالبا هائجا و المسافة الفاصلة بين المغرب و أوروبا طويلة مقارنة بالمسافة من جهة الشمال.

            ان المملكة المغربية تبدل جهودا كبيرة من خلال تعزيز مراقبة الشريط الحدودي المغربي الجزائري و مراقبة السواحل المغربية بتسخير مختلف أصناف القوات الأمنية و بتجهيزات عالية التكنولوجيا و بخبرات عالية، مما مكنها من توقيف العديد من الشبكات المختصة في التهجير و الاتجار في البشر، بمختلف مناطق المملكة و حجز معدات و آليات معدة لهدا الخصوص، كما ساعت القوات البحرية في انقاد العدد الكبير من المهاجرين السريين من الغرق، لكن رغم كل الجهود المبذولة  نظرا للعدد الكبير للمهاجرين السريين فانهم لازالوا يلقون بأنفسهم الى عرض البحر في عملية شبه انتحاريه قد يتمكن بعضهم من الوصول الى الضفة الأخرى و منهم من قد يصبح قوتا للحيتان.

          ان مشكلة الهجرة السرية يجب دراستها من كل الجوانب برعاية الأمم المتحدة و الدول المتضررة من تداعياتها لا سيما الدول الأوروبية، و دلك للوقوف على أسبابها الحقيقية و محاولة الوصول الى حلول ناجعة جدرية للحد منها و الحد منها، و من جملتها مساعدة الدول الفقيرة في تحسين اقتصاداتها و انعاش فرص الشغل بها لفائدة الشباب و تشجيعهم على الاستثمار ببلدانهم الأصلية و رعايتهم و تحفيزهم، مع التحسيس بمخاطر ركوب أمواج البحر، و ما قد ينتج عن دلك من غرق و هلاك، كما يجب ردع الشبكات المنظمة التي تتاجر بمآسي الشباب و تتاجر فيهم بدعوى محاولة مساعدتهم في الهجرة، و دلك بأقصى العقوبات الممكنة حتى يكونوا عبرة لغيرهم، لمحاولة الحد من هده المآسي التي تقع باستمرار بهلاك أعداد كبيرة بالبحر.

                                                                اقرأ المزيد


تعليقات